اللهم إجعل في قلبي نورا





بسم الله و الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله..





من منّا لم يسمع أو لم يمرّ بتلك الآية النورانية..الآية 35 من سورة
النور..تقول ذكّريني!!!! و لكن هذه



المرّة عذرا أخي..فأنت من سيفتح المصحف إن شاء الله و لعلّك تقرأ السورة
كاملة و أثاب معك بقول



المصطفى صلى الله عليه و سلم الدال على الخير كفاعله..فهل ستكرمني؟



أمّا أنا فأمدّك بعون الله ببعض معانيها الجميلة التي تشرق من سورة النور و
بها تستنير قلوبنا..





هذا النصّ البياني السّاحر و التعبير القرآني الآسر يوقظ المشاعر،و يحرّك
لواعج القلب و يضيء جنبات



الفؤاد و ينير أعماق النفس.تقرأ آية النور فتجد أنك تغمر في النور..تقرؤها
فترتسم أمام ناظرك لوحة



هائمة عرضها السماوات و الأرض..تفيض نورا و تنشر ضياءً و تنثر سناءً..و
ينكشف للقلب المؤمن



من الضياء و النور ما لا يدرك مداه..يفيض هذا النور الهادي على النفوس
فتشرق و على العقل فيتوهّج



و على الكون فيقمر وكأنما الكون كله يسبح في فيض من النور.ما أعظم هذا
النور و ما أسعد ضياءه و



أوسع دائرته و أشدّ توهّجه..



يا الله ما أعجب قلب الإنسان،أيرضى لنفسه الظلمة و عيشا في حلكتها و تخبّطا
في ظلامها وكل شيء



في الكون منير!!الله نور و القرآن نور و النبي نور و المؤمن نور و الملائكة
نور و السماء نور و



الشمس نور و القمر نور و الفجر نور و النجوم نور و النهار نور و الجمال نور
و العدل نور و الحق



نور.كل الكون نور على نور و كل نور تراه الأعين و يبصره القلب ما هو إلا من
نور وجهه الذي



أشرقت له الضلمات،فهو النور الذي لو كشف لأحرقت سبحات وجهه ما آنتهى إليه
بصره من خلقه.



إن قلب الإنسان إذا فتح منافذه لتلقي النور الإلهي كان في إشراقه أشدّ سناء
من الشمس ،و أحسن بهاءً



من البدر و أصدق ضياءً من الفجر،وآستطاع وهو الجرم الصغير أن يعيش هذا
النور الذي يعمّر جنبات



الكون كله و يحرق بضيائه الرباني و نوره الإيماني كل ظلمة تعترض طريقه من
الظلمات الحسية و



المعنوية فإنه يستمدّ نوره من الله مباشرة،فيرى بنوره و يمضي على نوره و
يعمر الكون بنوره"وَ كَفَى



بِرَبّكَِ هَادَياً وَ نَصِيرًا".الفرقان 31



إذا أعتمت الطرق بالسالكين نفذت بصيرة المستنير بنور الله فيمضي على نور من
ربه و بصيرة من



خالقه و ضياءٍ من وحيه،ثم يسعى بهذا النور بين الناس لإخراجهم من الظلمات
إلى النور.



إذا حلّت المعضلة بالعالم و أشكلت القضية على الفقيه، نظر بنور الله فكشفت
الحجب، و آستبانت المشاكل



و حقّقت الحقائق فجاء رأيه كفلق الصبح، و إذا بنور علمه يسعى بين يديه و عن
يمينه و شماله .



و هكذا القلب المستنير بنور الله تشرق كل ذرة من ذرّات نفسه، و تضيء كل
جزئية من جزئيات حياته



،فيعيش النور و يتنفس النور و يستنشق النور،و يبصر النور و يمشي إلى ربه في
نور.



"ربّنا أتمم لنا نورا و آغفر لنا إنك على كل شيء قدير".التحريم 8



اللهم إجعل في قلبي نورا و في لساني نورا و في بصري نورا و في سمعي نورا و
عن يميني نورا



وعن يساري نورا و من فوقي نورا و من تحتي نورا و من أمامي نورا و من خلفي
نورا و آجعل لي



في نفسي نورا و عظم لي نورا..







د.ناصر الزهراني بتصرف